Please subscribe to our blog to get our latest update ------->>>>>


أن تتكلم عن جريدة النهار بالسوء كأن تتهم فيروز بالفن الهابط فللنهار في لبنان هيبةٌ ومكانةٌ في الساحة الإعلامية، فهي من أقدم الجرائد فيه وأعرقها تاريخاً. 
ولكن للأسف تظهر النهار يوماً بعد يوماً ترديا في مستوى الأخبار التي تقدمها واتجهاً واضحاً نحو سياسة ال "sex sells" والخبر السريع الملتف والعوانين الإيحائية المبهمة.





وهنا تجدر الإشارة الى أنني لا أعارض طرح هذه المواضيع بشكل عام فالجنس موضوعٌ أنساني يهم شريحةً كبيرةً من المجتمع أو ربما المجتمع برمته كما أني لا أملك الحق في المساس بحرية النهار وحقها في انتقاء المواضيع لكني أعبر فقط عن رأي الشخصي وحزني على جريدةٍ بدأت تخسر مكانتها عند جمهورها فقراء النهار هم شباب الأمس، هم الباحثون عن مصداقية الخبر وقيمته، هم الواثقون بآل تويني، الوفيون لغسان ومن بعده جبران... وهم لا أعتقد راضيين عن سياسية النهار الجديدة.ويبدو الأمر جلياً في التعليقات التي ترد على صفحة Annahar Newspaper | جريدة النهار.

ادارة النهار الجديدة تبدو غير ناضجةٍ بما فيه الكفاية وبالرغم من عدم رغبتي بالتجريح في نائلة توينة لكني لا أثق بالمرأة التي لم تحترم موقعها كممثلة للشعب اللبنانية ولم تكلف يوماً نفسها عناء حضور جلسات مجلس النواب لتقوم بواجبها تجاه من ائتمنها على مصيره. 


قد يكون انجرار النهار نحو هذه السياسة الجديدة أتى نتيجةً لتوجه الجمهور العربي نحو الأخبار الخفيفة السريعة. وبين التراجع في عدد القرّاء وبين جودة العمل يبدو أن القيمين على النهار قرروا مسايرة السوق. ولكن ألم يكن أمامهم أية حلولٍ أخرى؟ لماذا لا نشهد هذا التردي في سائر الجرائد؟ لماذا تقدم النهار تلك التنازلات في حين تسعى جرائد أخرى لإيجاد الحلول البديلة؟

في حين يحتل موقع النهار الإلكتروني المرتبة ال 13 في لبنان، يحتل موقع الأخبار المرتبة ال33 أما موقع السفير فيحتل المركز ال38. مستوى المحتوى الذي تقدمه كلّ من الأخبار والسفير لا يزال متجانساً مع هدف الجريدة ونوعها.

 السفير على سبيل المثال قامت باستحداث صفحاتٍ متخصصة هدفها استقطاب شرائح محددة من الجمهور "السفير العربي"، "فلسطين -السفير Palestine Assafir”، شباب السفير، "السفير العربي"، "أفكار وأخبار". وقد تكون هذه السياسية احدى الحلول لدى النهار. فالتخصص بالموضوع أو niche targeting هي احدى أهم العناصر في استقطاب الجمهور.

منذ عدة أشهر عندما أضفت النهار إلى قراءتي اليومية كنت اتفاجأ كل مرةٍ تطالعني فيها تلك الأخبار عن فضائح جنسية أو نصائح تختص بجسد المرأة أو بالأحرى بالمناطق الحساسة من جسدها. لكن كمّ تلك الأخبار واستعمالها الواضح لاستقطاب الجمهور بطريقةٍ لا تليق بجريدةٍ بهذه العراقة لم يكن الأمر الوحيد الذي لفت انتباهي.

ففي سباقها المحموم نحو نسبةٍ أعلى من المشاهدين نسيت الإدارة الجديدة للنهار أهمية الحفاظ على المصداقية واحترام القارئ. ففي 26 ايار قام موقع النهار بنشر خبرٍ تحت عنوان "فتيات "حلال" للجنس!". المقال تحدث عن " صاحب حانة في أمستردام يدعى جوناثان سويك استحدث خدمة مخصصة للرجال المسلمين، حيث يعرض عليهن فتيات للمتعة الجنسية لا يشربن الخمر ولا يتعاطين المخدرات." هذا الخبر الذي صدر في مجلة Nordpress تبين فيما بعد أنه عارٍ عن الصحة. جريدة النهار لم تتأكد من الخبر قبل نشره، هذا الخبر الذي كنت قد قرأته أنا قبل إصداره في النهار وتأكدت من عدم مصداقيته فوراً لمدى غرابته وبعده عن المنطق. فهل من المعقول أن يقوم قارئٌ عادي بتقصي الخبر أكثر من جريدةٍ يعدّ موقعها الثالث عشر ترتيباً في لبنان؟





من المأسف أن ترى النهار تتسابق على استقطاب الأرقام متناسيةً أهمية الحفاظ على المستوى و أهمية الاستماع الى جمهورها الذي بدأ ينذرها بعدم موافقته على ما يحصل. النهار الاسم العريق يوشك على السقوط وسقوطه موجعُ لكلٍ منّا. النهار الكنز الكبير الذي تُرِك في يد فتاةٍ مدللة بدء ينفذ ونفاده خسارةٌ لنا كلنا!

جريدة النهار اسمٌ مرتبطٌ بتاريخ وطن وبقراءٍ بقوا أوفياء لكلماتها على مدى ثامنين عام. مصير النهار بخطر وملكيتها لا تعود الى أل التويني فقط: انقذوا_جريدة_النهار.
Rihab Sebaaly