جمانة حداد .. عاصفة متقنعةٌ بوجه جميل وإبتسامةٍ صادقة. مدافعةٌ شرسةٌ عن حقوق المرأة وعن وطنٍ تحلم به،  نعيش فيه كلّنا متساوين أمام القانون...

كان لنا متعة الإستماع إليها نهار الأثنين الفائت في محاضرةٍ القتها لتلامذة جامعة القديس يوسف ، تناولت خلالها موضوع المساواة بين الرجل والمرأة وتحدثت فيها  جمانة في ما يقارب العشرين دقيقة عن مبدأ المساواة والتمتع بنفس الحقوق  وركّزت على أهميّة مشاركة المرأة في المجتمع وتحمل مسؤليّاتها.

"المساواة مسؤولية ومنّا ترف ، المساوة تعب ومنا غنج . ولكن هي تعب بيحرز لأن بطعتينا إحساس بالتّحقق والإكتمال .المساوةبتعني إنو المرأة تشتغل متلا متل الرجل وتساهم بالمصروف متلا متلو وكمان بتعني إنو هوي يساهم بدورو بشغل البيت ويساعد، لأنو مش مفروض هيه تحارب عجبهتين وهوي عا جبهة وحدة."

جمانة إعتبرت أن هذا الخلل الذي نعاني منه هو نتيجةٌ لأخطاءٍ ارتكبت من الطرفين . وأن مهمة تصحيحه تقع على عاتق المرأة والرجل معاً. وعرضت تسعة نقاط تعتبرها ضرورية للوصول إلى مجتمع عادل ومتحضر :
         1-        تعزيز ثقة المرأة بذاتها وإيمانها بقدراتها بعيداً عن العيش في هاجز المجتمع وأقاويله والتحرر من خوفنا الدائم من نظرة الأخرين لنمط حياتنا وأفعالنا.
         2-        التركيز على التعليم و الثقافة والتشجيع على القراءة وعلى البحث عن المعرفة. كما أكدّت جمانة على أهميّة التربية المنزلية في تعزيز المساواة بين الذكور والإناث.
         3-        بناء وطن علماني والفصل بين الأديان والدولة ، وفرض الزواج المدني كخطوة اساسيّة نحو المواطنية.
         4-        إمتلاك المرأة لجسدها وحقها بالتصرّف به.
         5-        إقرار قانون مدني للأحوال الشخصيّة.
         6-        أهمية الإستقلاليّة الماديّة للمرأة لتتمتّع بقوّة وقدرة على حماية نفسها.
         7-        ضرورة مشاركة المرأة في العمل السياسي وتأسيس وزارة لحقوق المرأة أو حقوق الإنسان.
         8-        مشاركة الرجل في مساعدة المرأة في الحصول على حقوقها.
         9-        حرية الفكر والتعبير. 

"إذا أنا وأنتو مرتاحين هل بيعني إنو لباقي يسطفلو."  عبارةٌ بسيطة أطلقتها جمانة بكل صدق لتدعونا جميعاً للعمل على التقدم والسعي نحو غد أفضل.

تبع كلام جمانة اسئلةٌ من الحضور ، وأكثر ما لفتني هو أن الأسئلة بأغلبيتها تطرّقت إلى نظرة الدين للمرأة. كم تمنيت لو أن كمية المشاكل التي نعاني منها في بلدنا تستفز الجمهور بنفس القدرة التي استفزتهم بها كلمات جمانة عن الدين، كم تمنّيت لو ندافع بنفس الحماس والإنتماء عن حقوقنا المهدورة ولو نحاول تقليد الغرب لا بالتكلم بلغتهم بل بالتعلم منهم كيف تبنى الأوطان.


يبقى أن اشكر جامعة القديس يوسف على هذه المحاضرة التي آمل أن تغير لو قليلاً في تفكير البعض من طلاب لبنان، وأن اشكر صديقتي كاتيا الطويل على دعوتها للمشاركة في هذا النقاش.
Selfie with Joumana :)